ينضمُ الهلال الأحمر القطري اليوم إلى جميع أعضاء الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر في الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تكريمًا لعمل متطوعي الهلال الأحمر والصليب الأحمر، واعترافًا بالخدمات الإنسانية الجليلة التي يقدِّمونها للمجتمعات المحلية في كل مكان.
ويحملُ احتفال هذا العام شعار "كن إنسانًا لطيفًا"، إدراكًا لمدى حاجة البشر جميعًا إلى إظهار اللطف والتراحم لبعضهم البعض، وبث بعض الأمل والشعور بالإنسانية في النفوس، في ظل ما يشهده العالم خلال السنوات الأخيرة من ظروف قاسية وأزمات متعددة طالت الجميع دون استثناء، وبالأخص الفئات الأشد ضعفًا، من جائحة كوفيد-19 إلى أزمة المناخ، فضلًا عن تصاعد النزاعات الدولية وحالات الطوارئ الإنسانية.
ومن هنا، فإنَّ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تتبنى توجهًا عامًا نحو إبراز التصرفات اللطيفة في كل مكان، مهما كانت كبيرة أو صغيرة، لما لها من قدرة على التأثير في وجدان الآخرين، وإحداث فارق كبير في حياتهم، وتجديد الدوافع لديهم بمساعدة أنفسهم وغيرهم.
وبهذه المناسبة، صرَّح سعادة السفير علي بن حسن الحمادي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري: "نحتفل والأسرة الإنسانية الدولية بهذه المناسبة العالمية، وهي فرصة لإبراز دور الهلال الأحمر القطري الإنساني ومكانته في المجتمع والحركة الإنسانية الدولية، من خلال سعينا إلى تقديم كل الدعم للفئات التي تحتاج لمن يمد لها يد العون، سواءً على المستوى الصحي أم الاجتماعي أم الإغاثي أم التنموي".
ويقدِّم الهلال الأحمر القطري مجموعةً متنوعةً من الخدمات المصممة لتلبية الاحتياجات المحلية لما يزيد على 7 ملايين شخص كل عام، ويساعد السكان على مواجهة الأزمات والتعافي منها عبر عدد كبير من البرامج، بدءاً من الإغاثة الطارئة وتوفير الماء والغذاء والعلاج والمأوى، وانتهاءً بمساعدة ضحايا الكوارث على التعافي منها وممارسة حياتهم الطبيعية. وأكد الحمادي: "نتعهد بمواصلة العمل من أجل الارتقاء بالإنسان أياً كان لونه أو دينه أو عرقه أو لغته، انطلاقاً من شعارنا الاستراتيجي "نفوس آمنة وكرامة مصونة".
يُذكرُ أنَّ اليوم العالمي للحركة الإنسانية الدولية يوافق 8 مايو من كل عام، وهو تاريخ ميلاد هنري دونان مؤسس الحركة، التي تضم حاليًا 192 جمعية وطنية تقدم المعونة الإنسانية كل يوم لمجتمعاتها المحلية. وينتشر ملايين المتطوعين والموظفين من كوادر الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء العالم لمساعدة أكثر من 690 مليون شخص سنويًا، عبر خدمات إنسانية عديدة وخلَّاقة يقدمونها دون تحيز أو تمييز، استرشادًا بالمبادئ السبعة الأساسية وهي: الإنسانية، عدم التحيز، الحياد، الاستقلال، الخدمة التطوعية، الوحدة، العالمية.
وفي مناسبة الاحتفال بهذا اليوم، أصدر السيِّد جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بيانًا ذكَّر فيه بنداء أطلقه هنري دافيسون، الرئيس السابق للاتحاد الدولي وأحد رواد العمل الإنساني الدولي: "العالم ينزف، وهو في حاجة للمساعدة الآن".
وأضاف البيان: "على مر السنين، تطور الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جنبًا إلى جنب مع المجتمعات التي ندعمها. لقد قمنا بتكييف طرق عملنا، ووسعنا خبرتنا مع ظهور نقاط ضعف وضغوط مختلفة، وكنا نتمتع بالمرونة الكافية لريادة توجهات جديدة للدعم الإنساني ومن ثم تعميمها... هذا العمل لم يكن ممكنًا لولا اللطف الذي يقدمه 14.9 مليون متطوع من المجتمع المحلي للصليب الأحمر والهلال الأحمر. وفي اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر... سنشجع الناس في أنحاء العالم على الإيمان بقوة اللطف، وأن يكونوا أناسًا لطفاء. لا يزال العالم ينزف. لا يزال في حاجة إلى المساعدة. ولكن هناك نحو 15 مليون سبب للإيمان باللطف والتحلي بالأمل".